خطوات لكتابة قصة مثالية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
*
*
*
*
كثير منا يطمح لكتابة قصة مميزة لعرض أفكاره وخيالاته وعالمه فيها ...
ولكن قبل ذلك يجب أن نتعلم أسس وقواعد وخطوات لكتابة القصة ..

لذا سوف أعرض لكم خطوات لكتابة قصة مثالية :-


بدايةً يجب أن نعرف ما معنى قصّة ؟

القصّة هي من الكتابات الأدبيّة التي يبرع بها أصحاب الخيال الواسع , وهي عبارة عن تسلسل من الأحداث والعواقب بطريقة منسجمة ومترابطة معاً , بحيث يصل الكاتب إلى حل أو ختام للقصة بعد التطرق إلى العقدة , والتي هي قمة المشاكل أو الأحداث التي تحدث في القصة , والتي تبدأ الأحداث بعدها بالانحدار والاستعداد للوصول إلى الحل , والقصة عادةً ما تخدم فكرة أو انتقاداً ما يسعى الكاتب إلى التطرق إليه عن طريق اللعب بخيال القارئ , ووضعه في عقلية شخصيات القصة , وسندلك على كيفية كتابة القصة .


ما هي أنواع القصص ؟

1- الميثولوجيا : وهذا النوع من القصص يمكن أن يكون مزج بين الزمن القديم وهو زمن الأساطير , مع الزمن الحديث والمعاصر , وهو من خلال استخدام سحر الخيال الموجود في الأساطير مع العالم المتقدم الموجود في العالم الحديث .

2- التسجيلية : وهذا النوع من القصص لا يهتم أبداً بالخواطر الوجدانية أو بالطريقة التقليدية لكتابة القصة بل إنه يكون من خلال إنطلاقات معينة من فكر الكاتب وإطلاق العنان له من أجل التخيل .

3- السيكولوجية : وفي هذا النوع من القصص يمكن أن يقوم الكاتب بتحويل مشاعره وأحاسيسه إلى كلمات , كما أنه يتمكن من عكس أفكاره الخاصة من خلال القصة , وتحتوي القصص السيكولوجيا على خفايا كثيرة عن النفس البشرية .

4- الفانتازيا : ويقال عن هذا النوع من أنواع القصص بأنه الأشرس على الإطلاق , حيث أنه يمتاز بفوضى الأفكار , كما أنه لا يكون مقيداً بأرض الواقع , ومن أكثر القصص اتباعاً لنمط الفانتازيا قصص الثورة .


إذا ماهي خطوات كتابة قصة مثالية ؟

أولاً : إجمع أفكاراً للقصة :-

قد تكون قصتك خيالية ,وقد تكون من نسج خيالك , ومهما كانت طبيعتها , فالوحي والإلهام لكتابتها ولإستنباط أفكارها قد يأتي في أي وقت , لذا عليك أن تحرص على أن تسجل أفكارك فور وصولها إلى عقلك على دفتر خاص أو على جهازك الإلكتروني , حتى إذا كانت الفكرة عبارة عن اسم لشخصية ما , أو وصف لها , أو حدث ما , فجمع الأفكار سيساعدك كثيرا عند البدء بكتابة قصتك .



ثانياً : إبدأ بكتابة الفكرة الرئيسية للقصة :-

أ- أكتب مغزى القصة :-

قبل أن يبدأ الكاتب بالكتابة تُسَاوِرُهُ فكرة يحاول عرضها وإيصالها للمتلقي , وقد يسلك لذلك طريق الشعر أو النثر وتجد أحياناً لفكرته أحداثاً وأشخاصاً يجعل بينهم صراعاً فتظهر الفكرة من خلال تفاعل عناصر القصة .

فالمغزى أو الفكرة هي ما يهدف الكاتب إلى إيصاله للقارئ من وراء قصته , والفكرة يجب أن تسير من خلال الأحداث بصورة خفية ويستخلصها القارئ ولا يصرح بها الكاتب تصريحاً ونسمي هذا الدرس الذي يفهمه المتلقي بعد قراءة القصة (المغزى).

اسأل نفسك الأسئلة التالية :-
ماهو المغزى من قصتي؟
لماذا هذه القصة لها هذا المغزى بالذات ؟


ب – أكتب موضوع القصة :-

وهو محور القصة والحدث الأساسي التي تدور أحداث القصة حوله ، لتصل في النهاية إلى حل له ، ولا يشترط تواجد مشكلة وحل بالمعنى المتداول ، فقد تكون المشكلة رغبة أو غاية تسعى الشخصية الأساسية في القصة إلى الوصول إليها ، مثل حب حياته أو والداه مفقودان أو شهادة دراسية لطالما رغب بها أو الفوز في مسابقة ونحو ذلك ...


جـ - فهم بناء القصة :-

فالبناء هو الطريق التي تسير عليها القصة لبلوغ هدفها ، ويكون البناء فنياً إذا اعتمد طرائق التشويق وكان متلاحم الأجزاء بحيث تتكون منه الوحدة الفنية ( الحبكة ) .

فالحبكة هي البناء التي تسير عليه أحداث القصة ، فهي مجموعة الحوادث المرتبة ترتيباً زمنياً ، يقع التأكيد فيها على الأسباب والنتائج ، وتتابع الأحداث يوصل إلى نتيجة قصصية تخضع لصراع ما وتعمل على شد القارئ .


مراحل الحبكة (البناء):-

1- المقدمة (البداية ): من خلالها نعرف ما سيأتي وهي تعيّن مكان وزمان وحوادث الشخصية .

2- الحادثة الأولى ( الحركة الصاعدة ) : من خلال الحادثة الأولى ينطلق الكاتب لبناء قصته ، ومن ثم تبدأ الحوادث بالصعود .

3- الذروة (العقدة ، الأزمة ) :هي المرحلة الأكثر تعقيداً في تطور الأحداث وهي النقطة الحاسمة المشحونة التي تحتاج إلى تفجير ، فبعد تركيب الأحداث نصل إلى لحظة العقدة ولا بد بعدها من الكشف والتنوير ، وهي نقطة التحول في القصة وتعتبر بداية تمهّد الحل ، والذروة ليس لها مكان محدد في البناء الأدبي فقد تكون في وسطه أو في خاتمته.

4- التنوير (الحركة الهابطة ) : وهي الأحداث التي تزيل العراقيل شيئاً فشيئاً وتنجلي بعدها النهاية .

5- الحل الحاسم (النهاية ) : هو نهاية هبوط الأحداث بعد وصولها إلى ذروة التأزم ، ويتمثل في وقوع الفاجعة إذا كانت القصة مأساة (تراجيديا ) أو في نهايتها السعيدة إذا كانت ملهاة ( كوميديا) .


د- إيجاد حل للمشكلة :-

(المشكلة ) : 1- اكتب المشكلة بصيغة سؤال .
               2- إيجاد الوقت المناسب .                     
               3- قدوم التحدي .
                4- محاولة الوصول إلى الهدف .

(الحل ): 1- الإجابة على السؤال . ( الجواب هو حل المشكلة )
           2- إيجاد الفرصة المناسبة للحل .
           3- مواجهة التحدي .
           4- إحراز الهدف .

إسأل نفسك الأسئلة التالية :-

مالذي حدث ؟
كيف حدث ؟
أين حدث ذلك ؟


هـ - نصائح لكتابة قصة مثالية :-


1- تقديم الأسئلة والإجابة عليها يفيد كثيراً في كتابة القصة .

2- حاول إدخال معضلة البطل .

3- لا تخف من إظهار نقاط ضعف بطل الرواية ولكن لا تسرف .

4- إرفع من نسبة المخاطرة.

5- صف العواطف التي واجهتها الشخصيات .

6- لا تنسى أن تكون محدداً .

7- خذ وقتك في الكتابة .

8- سلط الضوء على ما يجعل القصة فريدة من نوعها .

9- فكر في ما يتم تعلمه من القصة .

 ثالثاً: اختر طريقة للسرد والحوار :-

(فالسرد في القصّة) : هو قصّ الأحداث بلسان الراوي ومن وجهة نظره .
 و(الراوي) : هو الناقل للمادة التي يقدّمها المؤلف، بكلمات أخرى هو الذي يُوَظِّفُهُ الكاتب لسرد أحداث القصّة وقد يُصَرِّح باسمه أو لا يصرّح.

وهنالك ثلاثة طرق للسرد:-

1- طريقة يكون فيها الكاتب كاتب راوٍ: وهو الذي يكون فيها الكاتب مؤرخا يسرد من الخارج، فَيوَظِّف الكاتب راوٍ يقوم برواية القصّة، ويرويها بلغة الغائب. ويسمّى هذا النوع من السرد (الطريقة المباشرة)

2- طريقة يكون فيها الكاتب شاهد: وهو الذي يكون ضِمْن الأحداث وعليم بها، متلبّسًا بشخصية أحد الأبطال ، فهو شاهد على وقوع الحدث، فنجده يتكلم بضمير المتكلم. ويسمّى هذا النوع من السرد (السرد الذاتي) .

3- طريقة يكون فيها الكاتب مُتَدَخّل: هو الذي يبدي رأيه حول أي موضوع بصورة بارزة ، وأحياناً يكون ذلك في تحليل الشخصيات وسلوكها. ويحسن بالعمل الأدبي ألا يتدخل المؤلف بل يجعل الشخصيات هي التي تعبر عن نفسها تلقائيًّا .

(الحوار) : هو نقل الحديث وعرض الأحداث بلسان الشخصيّات من خلال مخاطبة أحدهم الآخر .

رابعاً : اختر صنف حبكتك :-


الصنف الأول : التغلب على الوحش :-


1- مرحلة التوقع: وهي مرحلة احساس وتوقع أن شيء ما سيحدث .

2- مرحلة الحلم: وهي مرحلة حلم وتمني شيء ما.

3- مرحلة الإحباط: وهي مرحلة تأتي عندما لا يستطيع تحقيق الشيء الذي حلم به.

4- مرحلة الكابوس: وهي مرحلة تدهور حالة البطل.

5- مرحلة النجاة بمعجزة: هي نهاية القصة وهي نهاية سعيدة.

مثال على هذا الصنف :-

قصة فيلم star wars

الصنف الثاني : من الخرقة إلى الثراء :-


1- مرحلة البؤس الأولي في المنزل : تصور حياة البطل البائسة.

2- خارج عالمه: فمثلا يسرح بخيالة خارج عالمه أو يخرج عقله من هذا الوضع البائس بطريقة ما .

3- الأزمة المركزية: يمر بأزمة حاسمة في حياته.

4- مرحلة الحرية: يتحرر من حياة البؤس بطريقة ما.

5- مرحلة الإنجاز أو الإتحاد النهائي أو الوفاء: وهي نهاية سعيدة.

مثال على هذا الصنف :- 

قصة سندريلا 


وقصة علاء الدين 



الصنف الثالث : البحث :-


1- المرحلة الطبيعية: تكون الحياة طبيعية لا يتخللها المشاكل.

2- مرحلة الفقد: يفقد الشخص شيء يملكه ويحزن .

3- مرحلة البحث : بداية مغامرة البحث .

4- مرحلة الإحباط : مرحلة السكون وفقدان الأمل .

5- مرحلة اللقاء المعجزة : وهي مرحلة اللقاء بطريقة غير متوقعة.

مثال على هذا الصنف :-

قصة فيلم نيمو 



الصنف الرابع : الرحلة والعودة:-



1- مرحلة السقوط في عالم آخر : فجأة تكتشف الشخصية أنها في عالم آخر.

2- مرحلة الحلم : تكون الشخصية سعيدة بإكتشاف هذا العالم.

3- مرحلة الإحباط : تحبط من تواجدها في هذا العالم .

4- مرحلة الكابوس : يصبح هذا المكان كالكابوبس الذي لا تستطيع الخروج منه.

5- مرحلة الهروب المثير والعودة : تجد منفذ وتعود منه بأعجوبة.

مثال على هذا الصنف :-

قصة فيلم أليس في بلاد العجائب 


الصنف الخامس: كوميديا :-


1- مرحلة الفوضى خفيفة الظل : وهي عدة مشاهد كوميدية تقود إلى أحداث القصة.

2- مرحلة تشديد العقدة : وهي مرحلة حدوث المشكلة مع وجود مشاهد كوميدية .

3- رحلة القرار : وهنا يقرر البطل بطريقة ما حل المشكلة مع وجود مشاهد كوميدية .

مثال على هذا الصنف :-

قصة فيلم تيمون و بومبا 



الصنف السادس : التراجيديا أو المأساة :-


1- مرحلة الطمع والأنانية : هذي المرحلة لا تستطيع الشخصية التعايش معها .

2- مرحلة الحلم : وهي مرحلة الأمل وتمني شيء بشدة .

3- مرحلة الإحباط : مرحلة الإحباط من هذا الأمل .

4- مرحلة الكابوس : وفي هذه المرحلة يصبح الوضع لا يطاق .

5- مرحلة التدمير أو الرغبة في الموت : وهي نهاية حزينة وأحياناً تكون سعيدة بطريقة ما .

مثال على هذا الصنف :-

قصة مسلسل Les Miserables


الصنف السابع : ولادة جديدة :-



1- مرحلة تحت الظل : وهي الحياة الهادئة والطبيعية التي لا يتخللها أي مشاكل. 

2- مرحلة التهديد : وهذه المرحلة هي بداية الخطر.

3- مرحلة التراجع عن التهديد : وفي هذه المرحلة تقل نسبه الخطر.

4- مرحلة السلطة المظلمة منتصرة : وفي هذه المرحلة ينتشر الظلم.

5- مرحلة التخليص عن طريق معجزة : وهي نهاية سعيدة .

مثال على هذا الصنف :-

قصة فيلم الجميلة النائمة 



رابعاً : اختر الزمان والمكان :-

أ- الزمان :-

فالزمن يجب أن يكون متسلسلا يبدأ من نقطة معينة ثم يسير إلى الأمام حتى تنتهي القصّة، والأحداث تكون مرتّبة بحسب الزمان حَدَثًا بعد آخر دونما ارتداد في الزمان. والزمان يساعد على تطور الأحداث وهو يقوم بتوضيح السّببية التي تحرك الأحداث وتدفع بها إلى الأمام، ويمكن تحديد الزمان كأن يذكر المؤلف أن الزمان هو صباح يوم كذا .. ويحبذ ذكر العصر الذي تكون فيه احداث القصة .

ب- المكان :-


المكان هو الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الأشخاص، وتنبع أهمية البيئة من دوره في تكوين الأحداث وإظهار مشاعر الأشخاص والمساعدة على فهمها. فالمكان الجميل يوحي بأن البطل سعيد والمنظر الكئيب يوحي بالحزن، وتغيّر المكان أي انتقال البطل من مكان لآخر يهيّئ القارئ لأحداث جديدة .

خامساً: اختر شخصيات قصتك :-

أ- شخصيات الأبطال :-

الأشخاص في القصّة من أهم عناصر الحبكة (البناء)، فهم الأبطال وهم مصدر الأعمال.

وهنالك نوعان من الأشخاص:-

1- النوع الجاهز: الذي يبقى على حاله من أول القصّة إلى خاتمتها ولا يحدث فيه تغيير كياني، وهذا النوع من الشخصيات يسمّى بالشخصية الْمُسَطَّحَة. فهي شخصية لا تتطور ولا تتغير نتيجة الأحداث، وإنما تبقى ذات سلوك أو فكر واحد أو ذات مشاعر وتصرّفات واحدة .

2- النوع النامي: الذي يَتَكَشَّف شيئا فشيئا ويتطور مع المواقف تطورًا تدريجيًّا بحيث لا يتم تكوينه إلا بتمام القصّة، وهذا النوع من الشخصيات يسمّى بالشخصية الْمُدَوَّرَة. فهي شخصية تنمو وتتطور وتتغير إيجابًا وسلبًا حسب الأحداث، ولا يتوقف هذا التطور إلا في نهاية القصّة .

ب- تقسيم شخصيات القصة بشكل عام  :-

 1- الشخصية المركزية: وهي التي تقوم بالدور الرئيسي في الأحداث، بحيث تدور حولها أغلب أحداث القصّة، وتظهر أكثر من الشخصيات الأخرى، ويكون حديث الأشخاص الأخرى حولها، فلا تطغى أي شخصيّة عليها .

2- الشخصيات الثانوية: وهي شخصيات مساعدة للشخصية الرئيسية، بحيث تشترك وتحتك مع الشخصية الرئيسية بأغلب أحداث القصّة، حتى تقوّي الصورة العامة للعمل الأدبي. وتضيء جوانب خفية للشخصيّة الرئيسية أو تكون أمينة سرّها فتبيح لها بالأسرار التي يطلع عليها القارئ .

3- الشخصيات الجانبية: اشتراكها مع الشخصية الرئيسية قليل جدًا، ويكون اندماجها أكثر مع الشخصيات الثانوية، وهي لا تؤثر كثيرًا على أحداث القصّة فهي كإسمها جانبية غير مؤثرة.

*
*
*
أتمنى لكم التوفيق في كتابة قصتكم بمثالية . وأخيراً


(المراجع)

موقع (موضوع)

www.the-cma.com

https://sites.google.com/site/nsren2012/12

*
*
*
النهاية .....

تعليقات

  1. ابداع الله يعطيك العافية

    ردحذف
  2. من أجمل ما قرأت في توجيه القارئ لكتابة القصة ، أسلوب سهل ، وخطوات عملية، بالتوفيق

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة